مرت ليلة امس ثقيلة . رعدت السماء . وظل البرق يجفل ظلمة الغرف رغم ادعاء ستائرها العتمة . لما كنت ارتمي بحضنك في الليالي المرعدة المعربدة. كنت تضحك عاليا وتهمس بي : الرعد فحل أصيل يلم قطيع الاناث الى حضائر الحب بالقوة. فالكزك مكابرة وارغب بالانفلات من بين احضانك لكنها دقائق تخذلني بعدها اصوات الرعد . فاعود منكسة الاعلام وتضحك علي من جديد.
اتذكر.... كانت اروع الليالي تلك التي نقضيها في مسامرة الرعد وبرقه. كانت مثل اقداح الخمر التي تتفق بها العقيرة لقول كل شيء. ولتبادلني فنون الغزل . فيمضي الليل الشهي سريعا ليصحو النهار متعبا من عيونه التي لم ندعها تغفو ساعات الليل الطويلة.
بالأمس كان الرعد باردا. وبرقه مثل ومضات الكاميرا العتيقة. واحاسيسي مثل كتل الثلج المعفرة على الطرقات ايام الشتاء القاسية. وكلما زحفت كالطفل نحوك ضعت في صحراء غيابك.
اين انت هاهو الصباح يستيقظ بدوره متعبا لكنه يشكو الآما في عروقه التي تجمدت حسرة على ليالينا.اين انت عد كي احتمي منك من رعد السماء وتعيد للبرق ضياءه. تعال لتضمني من رعد متغطرس.