الخميس، 17 مارس 2011
كرصة خبز لا تكسرين. باقة فجل لاتفلين
أكلي لما تشبعين
هل تذكرون المثل الذي لا ينسى!!!. قركة ( قرص ) خبز لا تكسرين . باقة فجل لا تفلين . أكلي لما تشبعين. هل نساه احد منكم انه من أمثالنا الشعبية الكثيرة الاستعمال. في الخير والشر.. في الحرب والسلم. في الرخاء والضيق ،وفي الأفراح وجنبكم الله الأتراح.
فيه الكثير من تراكمات موروثنا الشعبي المتراكم ما يصعب التخلص منه. لان المجتمع يريد أفراده على قوالب لم تطابق في يوم من الأيام قياس أيا منا. كيف نكون أخيار ما لم نجرب الحياة. كيف نفهم النزاهة إن لم نتعرض لامتحانها العسير. كيف نخلص لو لم نذق طعم الغدر والخيانة .او على الأقل اطلعنا على تجارب تفيدنا في تعزيز مبدأ وامتحان أخر.
ما فتئنا نريد قائدا مظفرا . أسطوريا. عظيما. بطلا. هماما. نزيها. شريفا. متعففا. ...الخ . بينما يعرف كل منا باستحالة اجتماع هذه الصفات بأي إنسان فلو كان بطل قصة سيكون ممل ومبالغ وسرد سطحي ساذج سيمله القارئ بعد اسطر معدودة.
لما نريد قائد لسبب بسيط لان لا وقت لدينا لننهض ونكون قادة
لما نريد هماما لافتقادنا الهمة الكافية للضلوع بهذه المهمة
لما نريد ملهم لان وقتنا لا يتسع لمشاهدة المسلسلات والبرامج الترفيهية وتخصيص وقت لعمل مثمر
لما نريده مبدع لان الوقت الذي يتبقى ما بين شكوى وأخرى يقضيها الرجل الشرقي في البحث عن أنثى جديدة ولا وقت فراغ كاف للإبداع
لما نريده أسطوريا لأننا لم نتصفح إلا الأساطير و بالإكراه ...كانت من واجباتنا الإلزامية المدرسية . ولما مضى وقت الدراسة علاها الغبار ولم نتصفح غيرها ، وليس لدينا حتى الوقت لننفض الغبار عنها فبقيت بأشباحها تحكم ذاكرتنا وحواسنا . وكل ما نؤمن به
نحن مؤمنون بنصوص معدودة على اليد تؤكد صحة عقيدتنا وترفع أنوفنا إلى عنان السماء
نحن أقوياء حد البطش بكم هائل من الغطرسة جعل منا بالونات سابحة عشوائيا في فضاء لا متناهي ، لا نقبل أي احتكاك أو اقتراب من الآخرين كي لا ننفجر وتتلقفنا ارض قرار أي قرار أو حتى نقف على ارض يصنع غيرنا عليها العجب
إيانا والتاريخ فهو حرز
إيانا والروايات والأنساب فهي من مقدسات
إيانا والمسلمات فهي متاعنا دنيا وآخرة
إيانا ثم إيانا وبعدها إيانا
لما نشتم من يأتي ويذبحنا كل يوم
لما نستغرب عدم اهتمام احد بقتلانا بموتانا بضحايانا
لما نسرق بضم النون. ونستعبد
لأننا بلا ارض . لا أسس تحكمنا. لا نريد الانتماء لعالم اليوم الذي يختلف عن عباءة ذلك النبي او الصحابي او الولي.
عالم ليس به دابة ضاعت وبكاها الحاكم. او جارية وقفت على باب الخليفة. او سوق نخاسة. او أموال تحمل لبيت المال. او امرأة تصرخ في سجن فتجيش لها الجيوش
عالمنا به جيوش من الدعاة لا يمتطون صهوة دبابة . لا يجيدون استخدام الطائرات . لا يعرفون إدارة المعارك الحربية الحديثة بل يقدرون وبجدارة على تأجيج المعارك ،وإيجاد مسبباتها في نفوسنا. يقدرون على نسف السلام في نفوس الأبرياء
يتمترسون خلف مايكروفونات، يطوف عليهم ولدان يضبطونها لهم ويطلقون حملاتهم المستعرة ...يعيدون سرد روايات الأمس البعيد من تاريخ الأمة كل حسب رغبته وما تجيد بها قريحته. هذا يسفه العالم كله إلا علمه الغزير . يعرف كل شبر بالجنة . وساهم في ترقيم شوارعها . وذاك يعرف حواريها بأسمائهن التي لا تحصى لأنهن كثيرات بقدر الأعمال الصالحة التي قام بها المؤمنون على الأرض.
والمؤمنات القانطات ساكتات . كي لا يخرجن من طابور الغد صفر اليدين فان تعذر عليهن الحصول على ليلة حالمة كما في الأرض مع الزوج فعلى الأقل يضمن مشاهدة ممتعة له في أحضان الحواري وقضم بعض الفاكهة من فتات موائده العامرة.
لا يحق لنا التفكير بكل هذا فلقد حسم أمره. لكن يحق لجماعة ما الخروج بين حين و أخر والمطالبة بالعدالة والحرية والديمقراطية والمساواة وال... وكلها انجازات الذين لا يحلقون مثلنا كبالونات هواء في كون مترامي. كلها مطالب للواقفين على الأرض. الذين قاموا باختصار بما لم نقم به
كسروا قرص الخبز . وفكوا باقة الفجل .. و أكلوا وما زالوا يأكلون من خيرات صنائعهم.