ترجم

English

الجمعة، 4 مارس 2011

جميل اخذ كل المبهر من الغرب



يذهب الذين يتملكون رقاب شعوبهم ويتسلقون بحسن أو سوء نية سلم السلطة والسطوة ، متمكنين من العباد والبلاد إلى التشبه بالغرب، والتقرب لرموزه فهم يتبسطون أيما تبسط ويغالون في إظهار حضاريتهم ، وإنسانيتهم عندما يلتقوا بالبشر المختلفين عنهم والذين لا ينتمون لشعوبهم. ويحاولون قدر المستطاع التشبه بهم ويظهروا لهم حسن تصرفهم. والوجه الغير مألوف منهم!. لما كل هذا فقط لكي يبرهنوا بأنهم يستحقون ما وصلوا إليه وأنهم أهلا لمراكزهم الرفيعة.
يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها على شعوبهم التي أثرتهم. يبرعون في سرقته والاحتيال عليه ويغالون في تعذيبه وتغذية الهواجس الخفية في قهر الآخرين وظلمهم مطلقة لها العنان بسبب غياب الرقيب والحسيب. وتظن بأنها جمعت كل أسباب السعادة والرخاء. ودوام حالها وهي مقيمة في هذه الأرض ما أقام عسيب.
ها هي الشعوب المقهورة المغلوبة التي تعمد تجهيلها وتغييب وعيها. وإغراقها في الفاقة والعوز والحرمان. وكل أنواع المشاكل الكفيلة بإبعادها عن المطالبة بحقوق تساويها مع الإنسان السوي في العالم المتحضر هاهي الشعوب تصحو على غفلة من مخدريها ، وتطالب بحقها.. من الهتافات البديعة التي هتف بها العراقيون في مسيراتهم الميمونة هتاف يقول
باي باي يا اهل الخمط
ونريد حقنا من النفط
صار المواطن يعرف ويطالب بحقه المسلوب . لا يريد النوم في قصور فارهة في بلاد حالمة ويترك الريح تصفر بها أشهر السنة الطويلة ولا يرتادها إلا نادرا. لا يريد أندية يخوت وحفلات مجون ودعارة.لا يريد سماسرة تحضر له فتيات بعمر الزهور لا يشبع من قطف ثمارها والتباهي بشرائها. لا يخطر على باله كل هذه الأمراض ولواحقها . بل يريد حياة كريمة ،يحلم بالبلد الذي ولد به ومات على أرضه أبوه ومستعد هو للموت في سبيله يمنحه فرصة عمل . ومن حقه تقاسم خيراته مع الآخرين. ومعرفة أين تذهب ثرواته. يريد الزواج وتكوين أسره.يريد حياة أمنة ، وضمان حق تعليم أبنائه. يريد خدمات إنسانية معقولة يعادل ما يعطيه للوطن من جهد وتعب وتضحية. يريد كرامته التي يعتقد الحكام المبهورين بالغرب والمتدافعين للاستثمار به عقارا ومشاريع وشركات وأرصدة في بنوكه يعتقدون بسخافة منحه إياها كونهم الأمر الناهي في ماضيه ومستقبله.

من حق الحكام كل الحكام سواء حكموا بلادا عربية أم إسلامية . نامية أم نائمة الانبهار بالغرب كما يشاءوا، ويتمسحوا مقلدين نجومهم وشخصياتهم وطرق حياتهم. لكن في نفس الوقت عليهم عدم نسيان ما يفرضه قانون الغرب على أبنائه بالتساوي في الحقوق والواجبات. وأنهم أمام القانون سواسية . اذ المال العام وثروات البلاد خطوطا نارية وليست حمراء محال ان يقربها احد ولا يحتقر بسعيرها.
العدل والمنطق يقول على السيدات والسادة المتمكنين في رقاب العباد في بلاد العرب أوطاني عدم إغفال ذلك في ذهابهم وإيابهم في رحلاتهم المكوكية بحثا عن أخر مبتكرات الأزياء او متمتعين بمصايفهم وعقاراتهم الفخمة. ف ف ف فالشعوب العربية تصحو. والذي يوقظها وهذا من سوء طالع حكامها نفس الغرب وتكنولوجيته الباهرة . وقد اعذر من انذر