السبت، 5 فبراير 2011
عرس أخوه
من يتابع أبواق الحكم في العراق اليوم والموزعين على الفضائيات ووسائل الإعلام بمعدل ثلاث إلى أربع رؤوس لكل سم من مساحة الرأي لتعجب لهذا الردح والرقص المتواصل وهذه الحماسة في مباركة الانتفاضة او الثورة المصرية كأنه مبتهج في عرس أخوه.
لكن للأسف هذه الفرحة وهذه الأعياد والخطب الحماسية والتصريحات النارية ودك الدكتاتوريات لا شان لها بما يحصل في عراق اليوم. كان الحياة هناك بمبي. وكان العراقيين لم يستبدلوا مسيرات التأييد للقائد بمسيرات اللطم والتطبير والتغييب الفكري. وكان الناس حققت أحلامها وليس هناك ستة ملايين تم تهجيرهم ومليوني قتيل ومثل هذا العدد ويزيد من جيش الأيتام وجيش الأرامل يقلق حاله السماء قبل الأرض. كل ذلك لكي يتم تنفيذ أجندة المحتل الإيراني في العراق مباشرة عن طريق مليشيات الموت والرعب والحكام الذين وضعهم وهم بالأسماء عراقيين وصفحات الإعلام ممتلئة بوثائق تثبت بأنهم إيرانيون القلب والقالب والنسب والهوى والعراق ليس أكثر من مستعمرة وملك مشاع. وها هم يعيدون أمجاد كسرى على أرضه بطرق جديدة وبمسميات دينية ساقوها لمدة ثمان سنوات وبدأ الشعب الفقير الأمي المعدم يستفيق من غيبوبته رغم إمعانهم في حقنة بالمخدرات تباعا مرة بقيم السلف الصالح والبقاء في بطون التاريخ وتسليم الذات للإرادة الإلهية التي اختارت من ال البيت والأئمة الأطهار سبيل خلاص البشر والتابعين لهم وكل ما عليهم اللطم وضرب الزنجيل والبكاء طول الوقت حتى مغيب شمس حياة كل منهم ليلتحق بالجنة معهم. فالقنوات موشحه بالسواد والشوارع والدروب والسماء لا تنقل الا مواكب التطبير والضرب. والخطباء مثل المهاجر وربعه لا ينصحون الا بالتفرغ لدراسة تاريخ السلف والاستغراق به والبقاء هناك والانقطاع عما يجري في الحياة اليوم لانه باطل. هكذا تعطل ثروات البلد البشرية وهكذا يضمنون سرقة ثروات البلد الطبيعية حيث لا احد هناك لمحاسبتهم. وهكذا تعزف أبواقهم الأنغام النشاز في وسائل الإعلام. وتتحدث بلا خجل او وجل عن حرية الشعوب وهم يقمعوها ويسلبوها من الإنسان العراقي. فهل سيعي العراقيون يوما ما ويستفيقوا من غيبوبتهم ويعلموا بان التاريخ كل تاريخ الأرض وبكل تفصيلاته هو للاستفادة من دروسه الثمينة لتنمية الحياة وتطويرها لا للعيش بها وإيقاف الحياة ..ترى هل أسمعت لو ناديت حيا. ام لا حياة لمن تنادي