ترجم

English

الاثنين، 24 مايو 2010

اي نوع من النساء


مهداة الى الغالية ابتسام









كنت في حسرة
كنت اكثر من وحيدة
لم اكن اهتم بتصفيف شعر صباحي
وطلي شفتي بالابتسامة
وتكحيل عيني بالانتظار
لم اكن اعتني بعدد نبضات قلب اليوم عندي
اتركها تتصاعد عندما تريد ان تلحق القطار
او عندما اجلس خلف المقود واشارك المجانين في الشارع بجنوني
لم تكن لصناديق اسراري اي اقفال او مفاتيح
كانت ملقاة على قفاها وتتناثر فيها ذكرياتي واسراري المهمة منها والمملة
لم يكن لهمتي اي مشاريع
لم يكن لدمعي اي ثمن
كنت اسكبه غزيرا وقتما تزدحم امواجه امام سد همي الواهن
لم يكن لي شيء منذ ان اسرتني اسلاك المدينة البراقة
لم يكن للشوارع عندي اي تعرجات وانحناءات فلقد اعتادت قدماي ان تمضيا
لم يكن لصباحي اي ابدأ
منذ وقعت عليه ملكاً لمعبودتي اسرتي
لم يكن لدلالي ،ومرأة خصوصيتي اي لزوم
كانا في اقصى زوايا دولابي البعيدة

وكتبت لي انها قرأت سطري
وكتبت لي انها اعجبت بفكرتي اقولها خجلا بدلا من فكري
وكتبت لي بانها تسر بي ولي
وصارت تكتب لي واقرأ
وصارت تنشدني فاطرب
وصارت تغدق علي فاثرى
وصارت تناغيني فاتذكر
مشطي
ومرأتي
وساعات صباحي
حتى تذكرت انني هنا
وقلبت صناديقي ودفعتني للبحث عن مفاتيحها في اعماق ذاكرتي
لملمت ما تناثر منها في كل اركاني
وادرت مفاتيح صناديقي ووضبت اورافها وحدثتها عن بعضها
وصار لي ابتسامة تطلي شفتي بالفرح الوردي كل صباح
وصار لي تحت الشمس مكاناً من جديد
وصارت تهتم بافراحي واحزاني
لم تعاتبني على كسلي
لم تناكفني على اهمالي
لم تحاسبني على ما اغنتني به من ثرائها الفكري وعطائها الغالي
بل كتبت تقول لي وقد تعلمت من اجلي طباعتها العربية
انها تعتذر عن الاخطاء ان وجدت
قولوا لي
من هولاء النسوة
من اي طينة جبلت
وكيف يكون العطاء سخيا حد الحياء
وكريما حد البكاء
قولوا لي
اي نوع هي من النساء

د. شـــــــذى احمد

shathaah@maktoob.com
العدد: 2975 - 2010 / 4 / 14
المحور: الادب والفن